علی جسر ببغداد

کلّ شیء کان یُنذر بالخطر.. شائعات کثیرة تحوم فی سماء بغداد.. وفی الضحی، وفیما کانت السماء ما تزال تنث المطر علی هَون، خرج نعش الشهید موسی بن جعفر، یحمله رجال الشرطة والجیش، یتقدّمهم السندی مدیر شرطة بغداد.. بدوا ببزاتهم السوداء أسرابًا من الغربان، جاءت لتبشر بزمن الخرائب. الحشود السود تتجه صوب جسر الرصافة.. العابرون ینظرون بخوف إلی ما یجری.. الأحذیة الثقیلة تهزّ الطرقات والسکک فی طریقها إلی الجسر.. بدا دجلة حزینًا وأمواجه تندفع متلاحقة.. وقد امتدت جبهة النهر لتلتقی عند الأفق الغائم المدلهم.. فیما بدت أشجار النخیل أهداب حوریة تبکی بصمت...