نحو بناء الذات

أول أثر علمی للشیخ مصباح الیزدی قدس سره فی معرفة النفس الإنسانیة کان بحثا مختصرا ألقاه علی مجموعة من الطلبة حمل عنوان معرفة النفس لبنائها [خودشناسی برای خودسازی]، قدم سردا مختصرا لأهم العناوین النظریة والعملیة فی مسألة النفس الإنسانیة وفق المنهج الفطری الوجدانی، دون توسع فی شرح الأدلة العقلیة والنقلیة، وقد دون البحث وطبع ونشر فلاقی رواجا لا مثیل له، ولم یُحرم القراء العرب من هذا السفر القیم، فترجم إلی اللغة العربیة بعنوان معرفة النفس لبنائها الجدید. وطبع مرات عدة. ولقد شکل هذا البحث المختصر المادة الأولیة والبناء التحتی الذی قام علیه بنیان أبحاث الشیخ اللاحقة فی معرفة النفس، فعاد و درس دورتین دراسیتین بمستوی أعلی ومضمون أعمق، فتمت الاستفادة مما قدم فیهما، وأعید تدوین الکتاب مرة أخری بإضافات کثیرة جعلت البحث یتضاعف من حیث الکم وینال ازدهارا عظیما من حیث الکیف، فخرج فی نهایة المطاف أثر یحتوی علی بحث متکامل محوره النفس الإنسانیة وکیفیة بنائها أطلق علیه عنوان نحو بناء الذات [به سوی خودسازی]، وقد شکل نقلة نوعیة فی بحوث النفس الإنسانیة النظریة والعملیة. وهذا الکتاب الماثل هو الترجمة الکاملة للأثر القیم المذکور.