ثلاث دقائق فی القیامة

إن مجموعة الشهید إبراهیم هادی الثقافیّة تفعّل أنشطتها من أجل آثار الشهداء لسنوات عدیدة. تم نشر العشرات من عناوین الکتب التی لها علاقة بموضوع الشهداء والتی نالت إعجاب الناس. 

کانت لنا سفرة إلی أصفهان عام 2018، حیث سمعت من صدیق عزیز علیّ أن هناک حادثة عجیبة وقعت لزمیلٍ له فی العمل.

قال لی: أن زمیله جریح الحرب ومن مدافعیّ الحرم، لقد مات لمدة ثلاث دقائق أثناء عملیة جراحیة ثم عاد إلی الحیاة مرة أخری علی أثر صعقة کهربائیة فی غرفة العملیة الجراحیة، لکنه رأی أمورا فی هذه المدة الزمنیة القصیرة والتی یصعب جداً إدراکها علی الأفراد العادیین.

قام زمیلنا بسرد حکایته إلینا وإلی عدة من رفاقه لکنه لم یرغب أن تنتشر حکایته أکثر.

وبالمناسبة ذکر لنا أن صاحب القصة قد تحول إلی شخص ذی أخلاق وأعمال حسنة للغایة وبشکل فائق للعادة منذ حدوث تلک الحادثة. 

بعد استماعی له أصبحت متشوّقاً للقاء صاحب هذه الحادثة. أخذت رقم هاتفه واتصلت به مراراً وتکراراً حتی أجاب أخیراً. وأصبح هذا الکتاب الذی هو بین أیدیکم، نتیجة لعدة مقابلات ومحادثات وعدة سفرات. 

طبعا استغرق أمر کسب رضاه عدة ساعات، لیأذن لنا بطباعة قصته، للعلم، فقد کان شرطه لطبع الکتاب هو عدم ذکر اسم الراوی، لذا نحن معذورون عن ذکر اسم الراوی وصفاته وسماته.

کان السعی فی کتابة هذا الکتاب مبنیّا علی الاختصار، وقد قمنا بحذف بعض الأمور التی لم یکن راضیاً ببیانها، لقد کان هذا الکتاب ذو تأثیر کبیر علی افراد المجموعة فی الدرجة الأولی، ونتمنی أن یکون حصیلة تحقیقاتنا ومتابعاتنا أثراً فی تحسین الأوضاع المعنویة للقارئ.