رجال الدین و الحوزات العلمیة سلسلة مصابیح الحکمة (27)
جهت نمایش قیمت و خرید، سایز محصول خود را انتخاب کنید
محصولات مشابه
مقدمة الناشر
من أهم المسائل المطروحة الیوم، معرفة جذور أزمات الجیل الشاب. ربّما یکون انعدام الهدوء و[راحة البال] هی أکبر أزمة تعترض الناس سواء کانوا شیباً أو شبّاناً، فجمیع الناس یحاولون الوصول إلی هذه الحالة بتمام وجودهم.
أهم عامل وراء عدم الهدوء هذا، هو روح الإنسان الباحثة الّتی وضعها الله تعالی فی فطرة الإنسان ولذلک یسعی جمیع الناس للبحث عن هذا الجمال.
وأهم عاملٍ لإیجاد راحة البال عند الإنسان هو معرفة الله والارتباط به. ولأجل حصول هذه المعرفة، وفی هذا العالم الملیئ بالأفکار المتناقضة، یحتاج الإنسان إلی أطر فکریة منسجمة لیتمکّن من سدّ حاجاته الفکریة علی أساسها والحصول علی إجاباتٍ لأسئلته الباطنیة.
إنّ مطالعة مؤلّفات الشهید المطهری، تفتح المجال أمام الإنسان لتأسیس مبنی فکری واستدلالی ومنطقی یقنع العقل ویرضی القلب. وعلی أساس هذه المبانی والأطر الفکریة، یستطیع الإنسان أن یحصل بسهولة علی إجابات لأسألته الّتی تشغل فکره. ومن الطبیعی أن لا یشغل السؤال حیّزاً فکریاً بعد الحصول علی الجواب، ونحن نسمّی هذه الحالة بالإطار الفکری.
وقبل تحصیل الإطار الفکری، فإنّ الشهید المطهری یمنح الفکر والعقل انسجاماً ووحدة فکریة. إنّ الوحدة الفکریة هی الأمر الّذی یمهّد الأرضیة من أجل حل التناقضات الباطنیة للإنسان ویزیلها.
المقصود من الوحدة الفکریة هو أنّ الشهید المطهری وعلی أساس تفکیره ومطالعته للقرآن الکریم والفلسفة الإسلامیة وصل إلی هذه النتیجة وهی أنّ الإسلام حقیقة واحدة. هذه الحقیقة الواحدة تحتوی علی أجزاء مترابطة، بحیث لا یمکن تفکیک أیّ جزء من هذه المجموعة عن بعضها. إذا فککتم جزءاً من هذه المجموعة، من الممکن أن تتعرّض الأجزاء الأخری لضربة توازی أهمیة هذا الجزء المنفک.
یعتقد الشهید أنّ الفکر الإسلامی یشکّل نظاماً وإذا قمنا بتبدیل أحد أجزاءه بشیء آخر، یُصاب جمیع هذا النظام بالخلل، یمکن مشاهدة هذه الخصیصة فی جسم الإنسان والصناعات المختلفة بشکلٍ واضح.
هذا أهم رمز موجود فی مؤلّفات الشهید المطهری وهو ما یمیز فکره عن سائر الأشخاص.
ومن أجل التعرّف علی أفکار هذا العالم الجلیل، ووفق الاقتراح المقدّم من جناب الأستاذ السید علی هاشم دامت توفیقاته یجری العمل علی ترجمة مجموعة مصابیح الحکمة (چلچراغ حکمت) والّتی تمّ إعدادها بواسطة علماء ومفکرین إسلامیین فی نادی "اندیشه جوان" (الفکر الشاب) وبإشراف الأستاذ خسروبناه لتُعرض للشباب فی العالم الإسلامی.
ویمکن فهم ضرورة التعامل مع أفکار الشهید مطهری بالنحو المذکور فی مجموعة مصابیح الحکمة (چلچراغ حکمت) بشکلٍ جیدٍ من کلام الامام السید علی الخامنئی (دام ظله):
"یجب أن یکون هناک عمل فکری علی أفکار الشهید مطهری؛ یعنی أن یجلس مجموعة من الباحثین والمهتمین بالعمل العلمی ویستخرجوا آراء وأفکار الشهید مطهری فی فصول مختلفة. علی سبیل المثال، استخراج رأی الشهید من مؤلفاته فی مواضیع مثل الوجود، والإنسان، والإرادة الحرة، والعدالة، والتاریخ، والقدر والمصیر، والتصوف وکذلک حول الموضوعات الأخری المتنوعة التی لا تعد ولا تحصی والّتی نجدها مطروحة فی مؤلفاته. وهذا هو طریق التوسع والتقدم والازدهار الفکری للمجتمع بناء علی مؤلّفات الشهید مطهری، حیث نأمل أن یتم هذا العمل".
مشروع مصابیح الحکمة
إن الجیل الشابّ جیل باحث عن الحقیقة، یسعی وراء المعرفة وتعزیز معلوماته ومعتقداته الدینیة، لیصل من خلال ذلک إلی رؤیة شاملة حول المسائل الفکریة، والثّقافیة والاجتماعیة. ولهذا یبحث فی المصادر المختلفة لکن تعطّشه للمعرفة أکثر یجرّه إلی البحث أکثر وبشکلٍ أعمق، لیتمکن من تنظیم هندسته الفکریة من خلال العقائد الأصیلة.
ومن بین المؤلفات ومیراث الفکر الإسلامی الفاخر، یُمکن لمؤلفات الأستاذ العلامة الشهید مرتضی مطهری أن تُرشدنا إلی مسار آمن من خلال تقدیمها إطارًا فکریًا شاملًا، ومتوازنًا، وسالمًا، وعقلائیًا وبنّاءً. فمن ممیزات فکر العلامة الشهید التی ساعدت فی استمراریتها ووضوحها هی الأصالة، والإبداع، والإنصاف، والإتقان، والسلاسة، إنسیابیة النصوص، والاستجابة لمتطلبات الزمن، وتقدیم منظومة فکریة مترابطة، والنقد المنصف والدفاع الحاسم عن مواقفه الفکریة، مما یُلزم الجیل الشاب والجامعة العلمیة لمطالعة آراءه وأفکاره والتعرف علیها، وحفظ میراثه المکتوب.
وتلبیةً لطلب الجیل الحدیث ورغباته، وبهدف ربطهم بأفکار الأستاذ مطهری، قام نادی "اندیشه جوان" (الفکر الشاب) بإعداد سلسلة "مصابیح الحکمة" فی أربعین کُتیّب بالاستناد إلی کافة المؤلفات المطبوعة للأستاذ.
فی هذه السلسلة الموضوعیة، بذلنا وسعنا حتی:
1. یُعالج کل کتاب موضوعًا مستقلًا؛
2. یکون الأساس هو الاختیار الأفضل، وأن یتم تلخیص وجهات نظر الأستاذ بشکلٍ موضوعی من کافة المؤلفات والمدونات المطبوعة؛
3. یقتصر تدخّل الکاتب علی تجمیع المحتوی، و اقتباسه، وتلخیصه، وتلفیقه وتنظیمه، وذلک ضمن هیکلیة محددة وبتقسیم جدید وجذاب؛
4. تکون مراعاة الأمانة وحفظ أصالة الأستاذ مطهری وأسلوب بیانه المحور فی کتابة کل جزء؛
5. یوثّق المحتوی بالکامل ویُرجی إلی مؤلفات الشهید مطهری المکتوبة لکی یکون متقنًا ومستندًا، ویُکتب فی الهامش (م.آ) لمؤلفات الأستاذ المطبوعة، (یا) للمدونات أو الاسم الکتاب إن کان مطبوعًا بشکل مستقل؛
6. تُضاف شروحات الکاتب بشکلٍ منفصل عن النص فی المقدمة أو عقب النص.
إن سلسلة "مصابیح الحکمة" هی مجرد جسر لدخول واحة أفکار الأستاذ الشهید مطهری الخضراء. وبلا شک، فإن القارئ الشاب الباحث، لا یستغنی بقراءة هذه السلسلة عن قراءة مؤلفات الأستاذ، بل یعتبرها وسیلة لترغیبه وأنسه أکثر بمؤلفات الأستاذ.
ونشکر المساعی الأولی فی تخطیط عناوین هذه السلسلة وفصولها وأیضًا متابعات والإشراف المستمر لأعضاء اللجنة العلمیة لسلسلة مصابیح الحکمة أی السادة "عبد الحسین خسرو بناه"، و"حمید رضا شاکرین"، و "محمد علی داعی نجاد" و "علی ذوعلم" و "محمد باقر بورامینی" (المحرر العلمی) وأیضًا جهود المدیر التنفیذی للمشروع السید "عباس رضوانی نسب" وزمیلیه السید "رضا مصطفوی" (رئیس التحریر) و"میکائیل نوری".
الکتاب الموجود بین أیدیکم کتاب "رجال الدین والحوزات العلمیة" الجزء السابع و العشرون من مجموعة "مصابیح الحکمة"، تمّ إعداده بمساعی المحقق الکریم السید سلیمان خاکبان وبإشراف السید ذو علم. ومع خالص الشکر لجمیع من ساهموا وساعدوا فی إعداد هذه المجموعة، کما نُرحّب بآراء القرّاء الأعزّاء وانتقاداتهم، ونأمل أن تکون هذه السلسلة مفیدة فی صدد زیادة معرفة وفکر الجیل الشاب وأنسه بآراء وأفکار الأستاذ العذبة.
نادی "اندیشه جوان" (الفکر الشاب)
تعریف کتاب "رجال الدین والحوزات العلمیة" المجلد السابع و العشرون من سلسلة مصابیح الحکمة للشهید مطهری(ره)
لطالما کان الأنبیاء مشعل الهدایة فی المجتمعات البشریة، وقد کُلّف هؤلاء الهداة المجدّون من جانب الله الرحمن لیُجیبوا علی سؤالین هامّین وأساسیین وهما: «ما هی السعادة؟» و«کیف یمکن تحصیلها؟»
إن کلّ إنسان یبحث عن السعادة فطریًا، لکن تاریخ تفکّر البشر - علی الأقل حتی یومنا هذا - بیّن هذه الحقیقة المریرة للأسف بأن غالبیة الناس قد أخطؤوا فی تفسیر السعادة وفی طریق تحصیلها. وهنا یمدّ الله ید العون لعباده من خلال إرسال الأنبیاء وکتب الهدایة لنفهم معنی السعادة بشکلٍ صحیح، وطریق تحصیلها.
إن نهج رجال الدین هو استمرار نهج الأنبیاء، وعلیهم لأجل تحقیق رسالتهم أن یخطوا خمس خطوات أساسیة:
أولًا: علیهم أن یسعوا لفهم رسالة الله الرحیم بشکلٍ جید، ودقیق، وعمیق وشامل؛ أی التفقه فی الدین.
وبعدها علیهم أن یسعوا للعمل بالدساتیر والأوامر الإلهیة، حالهم حال بقیة عباد الله المؤمنین؛ أی العمل بالدین.
وبعد مرحلة الفهم والعمل، علیهم أن یسعوا لإیصال رسالة الله الحبیب إلی بقیة عباد الله، وهدایتهم إلی طریق بناء النفس؛ أی تبلیغ الدین لبناء الإنسان. وبعد الفهم والعمل والتبلیغ، إذا دعمهم الناس وحصلوا علی قوة أو سلطة ما، علیهم أن یسعوا لتأسیس نظام سیاسی صالح قائم علی التعالیم الدینیة لیُمهدوا الأرضیة لرشد الناس وتعالیهم أکثر؛ مما یعنی إرساء قواعد الدین فی الحکومة لبناء المجتمعات.
وبعد فهم الدین، وإلی جانب السعی لتحقیق الأمور المذکورة علیهم السعی لتعلیم مدرکاتهم ومعلوماتهم التی توصلوا إلیها بشکلٍ علمی وتخصصی إلی من یریدون إکمال طریق الأنبیاء؛ أی تربیة علماء متخصصین فی الدین.
إلی جانب هذه الخطوات، هناک رسالة أخری تقع علی عاتق علماء الدین، وهی رسالة التحدیث فی کامل الموارد المذکورة، فعلیهم تنمیة وتحدیث فهمهم عن الدین باستمرار، أی إذا کان لدیهم نقص فی بعض أقسام من الدین، علیهم علاج هذا النقص أو إکمال مواضع النقص أو تعمیق فهمهم، أو السعی لإیجاد إجابات علی الأسئلة المطروحة حدیثًا. ومن الطبیعی، إن عالم الدین الذی لا یتصف بهذه الخصال، سیکون دوره ناقصًا، جامدًا ومتحجرًا معرفیًا، وسیفقد قدرته تدریجیًا علی المرجعیة، والهدایة الفکریة والدینیة للناس.
علی علماء الدین أن یسعوا جاهدین إلی توسیع نطاق التزامهم الدینی وتعمیق دقته یوماً بعد یوم، لیکونوا من حیث القدوة أقرب إلی النبی الأکرم (ص) وأهل بیت العصمة والطهارة(ع) کما علیهم أن یسعوا لتحدیث أسالیب تبلیغ الدین باستمرار.
وإذا ما نجحوا فی تأسیس نظام سیاسی، علیهم أن یُحدّثوه باستمرار، وأن یتجنّبوا بذکاء الانغماس فی الدنیا وأهوائها. کما علیهم أن یسعوا لرفع مستوی نظامهم العلمی - التربوی الهادف لتعلیم علماء عارفین بالدین ملتزمین به.
یکمن الفرق بین علماء الدین والأنبیاء، فی أن الأنبیاء معصومون فی تلقی الوحی وتبلیغه، وکذلک فی العمل بالأوامر الإلهیة. إلا أن علماء الدین لیسوا معصومین لا فی فهم الرسالة الإلهیة ولا تفسیرها، ولیسوا مصونین من الخطأ فی تبلیغها والعمل بأوامر الله عزّ وجل. لهذا، فضلًا عن رسالة الأنبیاء، یتوجّب علی علماء الدین، أن یراقبوا أنفسهم حتی لا یزیغوا عن الصراط المستقیم، ولیبنوها ویُصلحوا زلّاتهم فی حال انحرفوا عن الطریق.
لقد کان الشهید مطهری من الثلّة القلیلة من علماء الدین، الذین لم یکتفوا بالاهتمام بهدایة الناس، بل اهتمّ أیضًا بالمشاکل الموجودة فی هذا النهج وسعی لعلاجها. وقد اقتضی عصره وخصائصه البارزة کهجمة الاستکبار الواسعة ضد حصن التوحید والإیمان علی الصعد الثقافیة، والسیاسیة، والنظامیة والاقتصادیة من جهة، وغفلة مجموعة من علماء الدین من جهة أخری، أن یُحارب هذا الشهید العظیم کقائد رشید علی جمیع الجبهات فی آن واحد. ولهذا نجده تارة فی میدان محاربة الاستکبار، وأخری فی ساحة مواجهة الاستبداد، وبالتزامن مع ذلک فی میدان محاربة الجمود والتحجر، وفی الوقت نفسه کان من محاربی الذوبان والانکسار أمام الشرق والغرب.
الیوم، وبعد أن مضی ما یُقارب نصف قرن عن تحذیرات ذلک الشهید العظیم وتنبیهاته، وبحمد الله تم القضاء خلال هذه المدة علی بعض المشاکل، لکن وللأسف لا یزال المجتمع یُعانی من قسمٍ منها، إلا أن مرتکز الأمل یکمن فی أن زمن یقظة علماء الدین والحوزات العلمیة والتحول الکبیر والأساسی فیها قد بدأ علی کل حال.
علی الرغم من أن الصحوة هی العنصر الأساسی فی التحول، إلا أنها لیست کافیة لوحدها بتاتًا؛ ولا بد من وجود ثلاثة عناصر أخری لهدایة هذا التحول الکبیر الاستراتیجی وقیادته: طهارة النفس أو النیة الخالصة الإلهیة؛ والشجاعة؛ والذکاء والفطنة.
فالمعرفة من دون نیة صافیة تجرّ التحول إلی شبه تحول. والمعرفة والنیة الخالصة من دون شجاعة لا تسیر بالتحوّل قدمًا؛ لأن فقدانها یجرّ رجال الدین الواعی والمخلص إلی التزام الصمت.
إن رجل الدین الواعی، والمخلص والشجاع أیضًا إذا ما فقد عنصر الذکاء والفطنة، قد ینجح فی الوهلة الأولی فی نشر أشعة المعرفة فی أجواء المجتمع، إلا أن المنحرفین الأذکیاء سرعان ما سیقیّضون الأوضاع لصالحهم، ویُعدّلون علی أفکارهم السخیفة ونیاتهم الوسخة. وبالتالی، علی مصلحی الحوزة الحقیقیین وعلماء الدین أن یعملوا علی تأمین الأرضیة الفکریة اللازمة للتحول وتثبیتها من خلال نشر فکر التحول وأبعاده وکیفیته بشکلٍ صحیح.
وإضافة لما ذکر، یمکن لزرع مفهوم التحول الحقیقی أن یکون معیارًا لنقد الأعمال التی تتم باسم التحول. نؤکد علی ضرورة الاهتمام الجدی بالأفکار التحولیة للشخصیات الحوزویة العظیمة کالإمام الخمینی (ره)، والعلامة الطباطبائی، والشهید مطهری، والشهید الصدر(رض) وقائد الثورة المعظم (حفظه) فی مجال الحوزة ونهج علماء الدین من دون أن نسعی إلی إطلاقها، ومن دون أن نتجاهل ضرورة التعامل الاجتهادی مع فکرة التحول. لأن الأفکار والآراء التحولیة لهؤلاء الکبار هی نتاج عمر من التفکیر حول علماء الدین ونهجهم والتعامل المباشر معهم. إذًا، حتی لو أردنا التعامل مع فکرة التحول بشکلٍ اجتهادی، لا طریق أمامنا سوی أخذ أفکار هؤلاء الرواد علی محمل الجد.
مشخصات
دیدگاه ها












