حل النزاعات و قواعد السلم و الحرب

سعت الدول والمجتمعات منذ القدم إلی تحقیق مصالحها و تأمین استقلالها واستقرارها و حمایة شعوبها، وسیادتها، إلّا أن ذلک لم یحُل دون وقوع العدید من النزاعات، نظرا لطبیعة العلاقات الدولیة القائمة علی التعاون و التنافس فی آن واحد. وکان من الطبیعی أن یأتی فی صدارة هذه الخلافات والمنازعات تلک المتعلقة بسیادة الدولة و سلامة أقالیمها. وقد تلجأ الدول إلی القوّة لحل مثل هذه النزاعات، و لذلک أسباب متعدّدة فی العلاقات الدولیة؛ فغالبا ما یتم اللجوء إلیها لحمایة سیادة الدولة و أمنها ضدّ الأخطار الخارجیة التی تهدّدها، کما قد تتخذها الدولة وسیلةً لفرض وجهة نظرها علی غیرها من الدول... ویرجع التزاید فی استخدام القوة فی العلاقات الدولیة، إلی طبیعة النظام الدولی و الفاعلین فیه، خاصة النظام الأحادی... و علی الرغم من ذلک، تبقی الوسائل السلمیة فی أحیان کثیرة ممکنة الحصول، و تشکّل بابًا واسعًا لمنع نشوب الحروب أو تأجیلها. إن هذه الوسائل السلمیة لحل النزاعات الدولیة یمکن أن تکون فعالة، فی حال تم تطویر عمل الأمم المتحدة، لتلعب دورًا فاعلا یعطیها دورها الحقیقی، فی حال تخلصها من الهیمنة علی قراراتها، و هو ما یجنب العلاقات الدولیة الکثیر من الأزمات و یحافظ علی ما یقره القانون الدولی. هذا الکتاب یسلّط الضوء علی هذه المسائل و یجیب عن کثیر من السؤالات المتعلقة بها فی الراهن.